ضاحي الغريب قام بنشر فبراير 4, 2014 قام بنشر فبراير 4, 2014 (معدل) مما قرأت وأعجبني هل تديننا حقيقي أم صناعي؟ (بطاقة للفقير وبيوت للقطط وفريق خاص للمعاقين وحاويات جميلة بالطرقات والعاب ترفيهية للأطفال عند كل بناية)، هذا ما لفت نظري في زيارتي الأخيرة لتركيا، فقد زرنا مدينة (باشاك شهير) وهذه المدينة كانت مشهورة بكثرة أماكن اللهو وبيع المخدرات وكثرة الجريمة، وقد وضعت لها البلدية خطة تطويرية منذ خمس سنوات، فتحولت المدينة إلى أجمل مكان سياحي بتنظيم بنائها ونظافة طرقها وجمال حدائقها وبساتينها، وفيها وادٍ كان يسيل فيه مياه المجاري، والآن تراه جميلا بالألعاب الرياضية والحدائق المعلقة والمطاعم التركية الشهيرة، وبعد هذه الجولة الجميلة في المدينة، زرنا رئيس بلديتها لنتعرف علي تجربتهم في كيفية تحويل المدينة، من مدينة كانت رمزا للجريمة والمجرمين، إلى أشهر مدينة سياحية تمتاز في التكافل الاجتماعي بين الجيران والاهتمام بالفقير والمعاقين، هذه المشاريع الاجتماعية من أشخاص حريصين على خدمة الناس وبعد شرح الخطة التطويرية ذكر لنا ابتكارا عملته البلدية للتعامل مع الفقراء، يحفظ لهم كرامتهم ولا يشعرهم بذل السؤال، وذلك من خلال صرف بطاقة لكل فقير يشتري بها ما يحتاجه شهريا من الأسواق، وقد تفاعل معها الفقراء وشعروا باحترام وتقدير لذاتهم، ثم تحدث معنا عن تشكيل فرقة تطوعية تتكون من 50 شابا وفتاة، يجلسون علي الكراسي المتحركة لذوي الاحتياجات الخاصة، ويجوبون كل أسبوع في شوارع المدينة وسككها، فيكتشفون الطرق التي لا تصلح لسير كرسي المعاق فيرفعون فيها تقريرا ليتم تسويتها واصلاحها، ثم سألناه عن سبب كثرة ألعاب الأطفال التي رأيناها ونحن نمشي بالمدينة، فقال: إن قانون البلدية في تركيا لا يسمح لأي تاجر يبني بناية تجارية ليس فيها حديقة ومكان مخصص لألعاب الأطفال، وإلا لا يسمح له بالبناء ولا يرخص له، وحسب ما أفاد أن بالمدينة أكثر من ألف بناية تجارية للسكن. كرر لنا رئيس البلدية أكثر من مرة أن شعارهم هو (خدمة الناس ودعم العمل الاجتماعي وتطويره)، ولهذا فإن البلدية تتبنى مثل هذه المبادرات الاجتماعية، بل ومن جميل ما رأيت على الأرصفة وأنا أمشي بالطرقات بيوت صغيرة علي شكل مثلث، فسألت صاحبي: ما هذه الأكشاك الصغيرة ؟ فقال: هذه بيوت جديدة للقطط الضالة بالشوارع، تحتمي فيها ليلا أو وقت البرد، وقد تم توزيع هذه البيوت في كل شوارع استانبول. مثل هذه المشاريع الاجتماعية من أشخاص حريصين على خدمة الناس وكسب قلوبهم؛ ليحققوا لهم العيش الاجتماعي الآمن ذكرني بما كان يفعله عمر الفاروق - رضي الله عنه - لتحقيق الأمن الاجتماعي، وذلك بفرض مبلغ لكل رضيع وتحديد مدة سفر المجاهد حتي لا يطيل علي أهله، وقد زرت أكثر من مؤسسة اجتماعية في تركيا، ولمست حبهم للدين وخدمته من خلال المشاريع الاجتماعية، وتلمست التدين الحقيقي عندهم، على الرغم من أننا نتعامل مع أشخاص أحيانا لا يوحي شكلهم أنهم متدينون، ولكنهم ذوو أخلاق عالية وملتزمون بصلاتهم ويسعون لخدمة الناس ومجتمعهم، فتذكرت كلمة جميلة للأديب والمؤرخ المصري أحمد أمين (متوفى 1954)، عندما قال (هل تعرف الفرق بين الحرير الطبيعي والحرير الصناعي، وبين الأسد وصورة الأسد، وبين النائحة الثكلي والنائحة المستأجرة ... فإذا عرفت ذلك عرفت الفرق بين التدين الحقيقي والتدين الصناعي) تذكرت هذه الكلمات وأنا أرى تدين الأتراك، فالمشاريع التي يقيمونها مستمرة لا تتوقف وهم منطلقون في خدمة الإسلام والمسلمين، بل إنني زرت أكاديمة الفاتح واجتمعت مع مديرها وهو (د.آدم) فعلمت أن من أهدافه تعليم اللغة العربية لخمسة مليون تركي، وقد حقق حتي الآن ثلث هدفه، فسألته عن سبب ذلك فقال: إن اللغة العربية هي لغة القرآن وهي هويتنا، كما أنها جزء من عقيدتنا، وهي وسيلة الخطاب والتفاهم بين كل المسلمين. إن هناك فرقا واضحا بين من يحمل الدين برأسه ومن يحمله بقلبه، وهناك فرق بين من يكثر الكلام في الدين ومن يكثر العمل به، وهناك فرق بين المتدين الفاضي الذي يجوب الأسواق ويقلب صفحات النت، ويدمن على شبكات التواصل الاجتماعي، والمتدين صاحب المشروع الذي يعمل من أجله، كما أن هناك فرقا بين المتدين الحقيقي والصناعي، إن النموذج الديني التركي العملي نموذج يستحق الدراسة والتأمل. د. جاسم المطوع... اللهم يولي فينا من يصلح حالنا وحال امتنا العربية والأسلامية وان نكون نموذج يقتدى به تم تعديل فبراير 4, 2014 بواسطه ضاحي الغريب 2
محمود_الشريف قام بنشر فبراير 5, 2014 قام بنشر فبراير 5, 2014 أخى فى الله أستاذى القدير / ضاحى الغريب بارك لنا الله فيكم وجزاكم رب العالمين خيرا ويسعدنى أن تطل علينا بين الحين والآخر لكى نطمئن عليكم دمتم فى أمان الله وحفظه ويحضرنى قول الله عز وجل (( قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها )) وخطر ببالى قول الإمام الغزالى ((ان التدين الحقيقي ليس جسدا مهزولا من طول الجوع والسهر , التدين الحقيقي ايمان بالله العظيم وشعور بالخلافه عنه بالارض )) وتقبلوا منى وافر الإحترام والتقدير
قنديل الصياد قام بنشر فبراير 5, 2014 قام بنشر فبراير 5, 2014 جزاك الله خيرا استاذى الحبيب الاستاذ / ضاحى الغريب وايضا استاذى الحبيب الاستاذ / محمود الشريف جزاكم الله خيرا احبتى فى الله واضيف حقيقة التدين أوجز النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة التدين في صدد وصيته إلى أحد الصحابة لما سأله قال قل أمنت بالله ثم أستقم، كلمات جامعات جمعت الدين كله في كلمتين قل أمنت بالله يعنى حقق الإيمان في قلبك ثم استقم في أعمالك في عبادتك في أخلاقك في تعاملك مع الحياة مع الناس، والإيمان بالله لا يكون إلا بمقتضى العقيدة الصحيحة ولا شك وإلا كل يدعي الإيمان بالله، والاستقامة على دين الله لا تكون إلا بمقتضى العمل بشرع الله وبما سنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن حتى الإيمان بالله والاستقامة هي دعوة ولها شروط وضوابط وحقيقة؛ وعلى هذا فإن التدين أمر لا بد أن يحكم حياة المسلم كلها في قلبه وروحه ونفسه وعواطفه ومشاعره وأعماله ومواقفه؛ كل هذه الأمور لا بد أن يتحقق فيها معنى التدين وأول حقائق التدين في بلوغ المراد الشرعي للتدين أول حقيقة في ذلك هي صلاح القلب وصلاح القلب يكون أولاً بتعظيم الله عزَّ وجلَّ بأسمائه وصفاته وأفعاله؛ فإذا أراد المسلم أن يختبر نفسه أو يستجلي حقيقة تعلق قلبه بالله عزَّ وجلَّ فلينظر في حاله إذا قرأ آيات الله إذا قرأ القرآن أو سمعه ثم مرت عليه أسماء الله عزَّ وجلَّ هل يجد في نفسه تأثراً في معاني أسماء الله هل يجد في استعراضه إلى أسماء الله عزَّ وجلَّ والتفكر فيها والتمعن في معانيها هل يجد فيها لها أثراً في قلبه بزيادة تعظيم الله ومحبته ورجائه وخوفه وتقواه، وكل أسماء الله عزَّ وجلَّ لا بد أن تغرز هذه المعاني فإن وجد أثراً طيباً في ذلك فليحمد الله وليعرف أنه بدأ طريق الاستقامة وإن أحس بالغفلة وعدم التأثر بمعاني أسماء الله عزَّ وجلَّ فليفتش عن حاله ثم أيضاً ليستعرض المسلم يختبر قلبه مدى تحقق أركان العبادة في قلبه أركان العبادة العبادة في القلب لا بد أن تقوم على ثلاثة أركان· الركن الأول محبة الله عزَّ وجلَّ محبة التعظيم محبة الله عزَّ وجلَّ بأن يمتلئ قلب المسلم بمحبة الله· ثم ثانياً الخشية: خشية الله وخوفه ثم ثالثاًَ الرجاء تعلق القلب برجاء رحمة الله وعفوه في الدنيا والآخرة إذا امتلئ القلب بهذه المعاني أو شعر بها فلا بد أن تثمر أموراً كثيرة من تقوى الله ورقابه الله والإنابة إليه والتوكل عليه والتعلق به سبحانه في كل الأمور بحيث يحب المسلم إذا امتلأ قلبه بهذه المعاني يحب المسلم ما يحبه الله ويحب من يحبهم الله ويبغض ما يبغضه الله ويبغض من يبغضهم الله ثم لا بد أن يتحقق معنى التدين في صلاح القلب بالتذلل لله سبحانه وتعالى تذلل للقدر والشرع بأن يخضع إلى قدر الله عزَّ وجلَّ ويؤمن بقدر الله ويصبر على قضاء الله وكذلك التذلل بالاستعداد والتسليم للعمل بما أمر الله به والانتهاء عما نهى الله عنه، وكذلك لا بد أن يشعر المسلم إذا حقق التدين في قلبه بالإذعان بشرع الله ثم يستلزم ذلك ما أمر الله به كما قال الله عزَّ وجل:َّ {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ } آل عمران 31. يستلزم صلاح القلب ما أمر الله به من اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والاتباع يبدأ بالمحبة بأن يحب المسلم الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يكون أحب إليه من نفسه وماله وولده ومن الناس أجمعين، وأن تثمر هذه المحبة عن الاستعداد لقبول ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير؛ فيستعد المسلم أولاً لتوقير النبي صلى الله عليه وسلم في كل أحواله ثم اتباع سنته والاهتداء بهديه، أحب ما يحبه الرسول صلى الله عليه وسلم أحب من يحبهم وبغض من يبغضه الرسول صلى الله عليه وسلم وبغض من يبغضهم، كذلك تتجلى حقيقة التدين من حيث صلاح القلب تتجلى في الرقابة لله عزَّ وجلَّ والتي ينتج عنها تقوى الله من راقب الله اتقاه؛ وهذا هو من معاني الإحسان التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل حينما سأله جبريل عليه السلام عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه، تصوروا هذا المعنى العظيم تعبد الله كأنك تراه ثم قال فإن لم تكن تراه فإنه يراك بهذا الاستشعار تتحقق الرقابة في قلب المؤمن وعقله ومشاعره وروحه وعواطفه الرقابة لله عزَّ وجلَّ، فإذا تحققت الرقابة لله عزَّ وجلَّ فإن المسلم لا بد أن يتقي الله وهذه نتيجة طبيعية، بل نتيجة حتمية كل من راقب الله واتقاه فلا بد أن يقوم بما أوجب الله عليه وأن ينتهي بما نهى الله عنه· 2
الردود الموصى بها
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.