اذهب الي المحتوي
أوفيسنا
بحث مخصص من جوجل فى أوفيسنا
Custom Search

الردود الموصى بها

السلام عليكم ورحمة الله

-------------

"خرج منها سعيدا ، على غير عادة سابقيه"

كانت هى الجملة الأخيرة

والتى بعدها أدركت مدى روعة تلك القصة

الرائعة المؤثرة .. والتى تحمل عبرا وحكما كثيرة

---

يحكى أنه فى إحدى القرى ، اعتاد اهلها

على أن يقوموا يتنصيب أحدهم ملكا عليهم

مدة الحكم كانت عاما واحدا لاتزيد بأى حال من الأحوال

ولكن .، فى نهاية تلك المدة (سنة) يقيم أهل القرية

حفلا كبيرا صاخبا .. لتوديع هذا الملك (السابق)

وبعد اتمام الحفل .. يقوموا بنقله إلى جزيرة

جزيرة لا يعرف أحدا مصيرهم هناك

لا يعود منها أبدا ..

..

.

وفى مرة من المرات .. قاموا بنقل الملك السابق للجزيرة

وعادوا إلى قريتهم لتنصيب ملكا جديدا

رفع للملك علاماته .. وقام بما يقوم به الملوك

وعاش فى هذا الترف والرفه ..

حتى مضت المدة .. ومرت السنة

أقيم الحفل الصاخب لتوديع الملك .. ونقله إلى

الجزيرة

رسمت علامات الغضب .. والحزن .. والأسى

على وجه الملك _والسابق_ ولسان حاله يقول

"ما الذى جنيته من تلك الفترة ؟؟

ها أنا ذا أحمل إلى مصير غير معلوم"

وتم نقله إلى تلك الجزيرة .. بلا عودة

وعاد الأهل لرفع علامات ملك جديد

وبدأ العد التنازلى له ،

فسأل الملك شعبه ..

" ما مدة حكمى ؟" قالوا " سنة ..لا تزيد ولا تنقص"

قال الملك " وماذا بعدها ؟ "

قالوا : تذهب لتلك الجزيرة .. بلا رجعة..

فأيقن الملك حينها .. أن لا مجال

فلا حيلة للزمن أن يقف ..

ولا حيلة فى هذا المصير أن يتغير ..

فقام ذلك الملك الفطن .. بإصدار أمر

بحمله إلى تلك الجزيرة ليرى ما فيها

حُمِل الملك إلى الجزيرة

وجد فيها .. غابات ، وأسود ، ونمور

وكهوف .. وروائح كريهة

وهياكل الملوك السابقين

مصير موحش !!!

أدرك الملك أن تلك الفترة ، متعة زائلة

وسيخرج منها كما خرج أقرانه بذاك الوجه العابس

فأصدر الملك أمرا

أن اجمعوا لى صفوة مهندسى القرية

وصفوة نجاريها وصياديها وعمالها

وأمرهم بالتوجه للجزيرة ..

وتحويلها إلى جزيرة لقصر بحدائق

وما كان يجمع مال ولا متع .. إلا ويأمر بنقلها لتلك القرية

حتى أتم الملك فترته .. ومضى ذلك العام سريعاً

---

حفل جديد بالقرية ..

وهذا الحفل .. هو حفل الختام .. حفل الترحيل

اجتمع أهل القرية ليشهدوا ذلك الحفل المهيب

الملك محمولا على الرؤوس

والناس صاخبة هنا وهناك ...

والسفن استعدت للانطلاق .. حاملة ملكهم السابق

لتلك الجزيرة .. بلا رجعة

ولكن ..

ثمت شئ غريب ميز هذا الحفل

ففى كل مرة وكل احتفال .. تجد الملك عبوسا

خائفا .. ساخطا ..

أما هذا اليوم

فصاحب الحفل متهللا مسرورا

مبتسما .. مطمئنا

تعجب الناس .. وتعجب حاملوه

فسألوا :

"ما لنا نراك سعيدا .. ألا تعلم مصيرك؟"

قال "بل أنا سعيد لأنى علمت مصيرى حق معرفته"

ذهب الملك لمصيره (الجزيرة)

ففوجئ الجميع بهذا المنظر البديع

منظر يسر العين ، ويمتع الناظرين ..

تعجب الجميع من هذا التغيير ..

فقال لهم

علمت أن تلك آخرتى .. فتركت دنيتى ..

وبنيت آخرتى ، وكرست مجهودى لبنائها

علمت أن النهاية آتيه لا محالة

فعملت لما بعدها

وعلمت أنى لا آخد شيئا من ملكى إلا ما قدمت

فقدمت بسخاء

فعلم أهل القرية حينها

أنه أحسن القياس

وأحسن التصرف

وأجاد فى تلك الفترة

فــ

"خرج منها سعيدا ، على غير عادة سابقيه"

-------

وهذا حالنا فى تلك الدنيا

لنا أجل .. لا محالة فى انقضائه

ولنا مصير .. لا يعلم أحد ما هو

فمن أحسن بناء مصيره .. وجد حسنا

ومن أخد من حياته ودنياه لدنياه

ترك مصيره موحش .. وخرج من منها عبوسا .. حزينا

رابط هذا التعليق
شارك

  • 1 month later...

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان
  • تصفح هذا الموضوع مؤخراً   0 اعضاء متواجدين الان

    • لايوجد اعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحه
×
×
  • اضف...

Important Information