one.tv قام بنشر أغسطس 3, 2007 قام بنشر أغسطس 3, 2007 كيف تفهرس كتاباً ؟ هذا الموضوع في الحقيقة مهم جداً لطالب العلم . فطالب العلم ينهل العلم ويستخرج من ثلاث موارد : 1 - القراءة على أهل العلم . 2 - البحوث العلمية . 3 - قراءة الكتب . وهذه الثالثة مهمة لطالب العلم حيث تجعل عنده الملكة العلمية قوية . وقد اهتم أهل العلم بقراءة الكتب اهتماماً كبيراً حيث أنها هي أهم المصادر التي التي ينتفع بها طالب العلم . ومن كلمات أهل العلم التي تدل على أهمية القراءة : قال ابن جماعة –رحمه الله – فيما ينبغي لطالب العلم : " إذا شرح محفوظات ، وضبط ما فيها من الإشكالات والفوائد المهمات ، انتقل إلى بحث المبسوطات ، مع المطالعة الدائمة ، وتعليق ما يمر به أو يسمعه من الفوائد النفيسة والمسائل الدقيقة والفروع الغريبة ، وحل المشكلات والفروق بين أحكام المتشابهات من جميع أنواع العلوم ، ولا يستقل بفائدة يسمعها ، أو يتهاون بقاعدة يضبطها ، بل يبادر إلى تعليقها وحفظها " . وقال الشيخ محمد بن عثيمين –رحمه الله – في الفوائد التي ينبغي تقييدها : " الفوائد التي لا تكاد تطرأ على الذهن ، أو التي يندر ذكرها والتعرض لها ، أو التي تكون مستجدة تحتاج إلى بيان الحكم فيها ، هذه اقتنصها ، قيدها بالكتابة لا تقول هذا أمر معلوم عندي ، ولا حاجة أن أقيدها ، فإنك سرعان ما تنسى ، وكم من فائدة تمر بالإنسان فيقول هذه سهلة ما تحتاج إلى قيد ، ثم بعد فترة وجيزة يتذكرها ولا يجدها ، لذلك احرص على اقتناص الفوائد التي يندر وقوعها أو يتجدد وقوعها وأحسن ما رأيت في مثل هذا كتاب " بدائع الفوائد " للعلامة ابن القيم ، فيه بدائع العلوم ، ما لا تكاد تجده في كتاب آخر ، فهو جامع في كل فن ، كلما طرأ على باله مسألة أو سمع فائدة قيد ذلك ، ولهذا تجد فيه من علم العقائد ، والفقه ، والحديث ، والتفسير ، والنحو ، والبلاغة " . ولكن بعض طلاب العلم يقرأ الكثير من الكتب ويكون عنده الخلل الواضح في طرح المسائل أو استيعاب كلام الذي قرأ له أو نقل عنه . وهذا الخلل يعود إلى الخلل في القراءة للكتب . وهذا الموضوع يركز على كيفية قراءة الكتاب للاستفادة من فيما بعد أو لتيسير الحصول على الفوائد العلمية الموجودة فيه . وهو يبين كيف تقرأ الكتاب وكيف تفهرس الكتاب الذي سيكون ملخصاً لك فيما بعد يسهل عليك الوصول إلى الفوائد الواردة في الكتاب . ولكن قبل بيان الطريقة التي أرجح أنها أفضل الطرق للقراءة وأنفعها لطالب العلم وأيسرها عليه . أود أن أبين الطرق والأساليب التي يستخدمها أهل العلم وطلابه لقراءة الكتب . وهذه الطرق والأساليب هي : 1- تسجيل الفوائد على الغلاف الداخلي للكتاب . 2- تقييد الفوائد على بطاقات ومن ثم يتم تصنيفها ، وهذه الطريقه أفضل ما تكون عندما يكون الهدف كتابة بحث أو رسالة علمية . 3- تخصيص كراساً أو كناشة لتقييد هذه الفوائد ومن ثم ترتيبها على الموضوعات . 4- تسجيل الفوائد على غلاف الكتاب ثم نقلها إلى كراسٍ مخصص لهذا الأمر ، وهذه طريقة جربتها ووجدت نفعها ولله الحمد . 5- تقييد الفوائد وحفظها في الحاسوب الذي يتولى فهرستها وترتيبها آلياً ، فتعم فائدتها ويسهل الرجوع لها . وأفضل طريقة في نظري هي الطريقة الخامسة وهي : تقييد الفوائد وحفظها في الحاسوب الذي يتولى فهرستها وترتيبها آلياً ، فتعم فائدتها ويسهل الرجوع لها . وهذه الطريقة سأتكلم عليها بمزيد تفصيل بعد قليل إن شاء الله تعالى . ولكن يجب أن تنتبه أخي الكريم إلى نوعية الفوائد العلمية التي يتم اقتناصها وتقييدها عند قراءة أي كتاب . فبعض الكتب تحمل من الفوائد والدرر المتنوعة ما لا تكاد تجده في كتاب آخر . لذا أرى لزاماً علي أن أذكر نوعية الفوائد العلمية الواردة في الكتب التي لا بد من فهرستها . وهذه الفوائد هي : 1- المسائل التي تكون في غير مظانها . 2- الفوائد التي يندر وقوعها ، أو يتجدد . 3- الضوابط العلمية والقواعد التي يبنى عليها العديد من المسائل الجزئية . 4- الطرائف والنوادر والقصص المعبرة . 5- المسائل المشكلة . 6- دقائق الاستنباطات . 7- الفروق الدقيقة والنظائر والأشباه . 8- الفائدة التي يتفرد بها عالم عن غيره ، ولم يسبق إليها ، ومثال ذلك : عند قراءة كتب التفسير ، أن يذكر ابن كثير تفسير لآية ، لا توجد عند غيره من المفسرين . 9 - شرح حديث . 10 - الكلام على الرجال . 11 - ترجيحات المؤلف في المسائل . 12 - تفسير آية . ولكن المشكلة لا تكمن في مكان الفهرسة أو نوعية الفوائد التي تفهرسها . فهذه الأمور تم بيانها قبل قليل . المشكلة تكمن في كيفية القراءة والفهرسة ، كيفية كتابة الفائدة في الفهرس أو الملف الذي تريد فهرسة الكتاب فيه . وهذه المشكلة يمكن حلها باختصار وعلى نقاط . كيف تكتب الفائدة التي تريد وضعها في الفهرس ؟ هل تكتب الفائدة كاملة بالنص ؟ هل تكتب رأس المسألة أو عنوان يدل على المسألة ؟ هل تكتب الآية أو الحديث الذي تكلم المؤلف على شرحه كاملاً ؟ الجواب باختصار وفي نقاط مرتبة : - إذا تكلم المؤلف على تفسير آية أو سبب نزولها ، فإن تفسيره لهذه الآية مهم لطالب العلم سيما إذا كان هذا المؤلف من أهل الاختصاص أو من العلماء المحققين . وكتابة الآية تكون كالتالي : كلام ( المؤلف ) على قوله تعالى : { ........ } سورة ( ...... ) آية ( ...... ) . ( الجزء / الصفحة ) . تطبيق عملي : من اقتضاء الصراط المستقيم . كلام شيخ الإسلام على قوله تعالى : { أفرأيتم اللات والعزى ......... } النجم 19 – 23 ( 2 / 648 ) . - - إذا شرح المؤلف على حديثاً أو تكلم عليه من حيث الصحة والضعف فلا بد من تقييده . وكتابة الحديث تكون كالتالي : حديث : ( أول الحديث ................... ) الجزء / الصفحة . تطبيق عملي : من اقتضاء الصراط المستقيم . حديث : ( الله أكبر ، قلتم كما قال قوم موسى : .......... ) 2 / 649 . ملاحظة مهمة : لا تكتب الآية أو الحديث كاملين . ملاحظة أخرى : لا تقيد إلا الآيات والأحاديث التي تكلم عليها المؤلف فقط . - الكلام على الرجال من حيث الجرح والتعديل . فلا تترك كلام المؤلف على الرجال والرواة ولا تكتب كلما ذكره المؤلف في سند حديث أو أثر أو غيره . بل تقيد فقط من تكلم عليه المؤلف . وهذا يشمل الكلام عليهم في باب الرواية أو في باب الاعتقاد أو في بيان منهج ذلك الرجل في علمه أو تأليفه . مثال تطبيقي من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم : عبد الله بن نافع الصائغ الفقيه المدني 2 / 659 وما بعدها . أو تذكر ما سبق وتذكر حكم المؤلف عليه . أو مثلاً : عقيدة ابن رشد في النبوات ( عنوان فقط لا التفصيل ) ثم تذكر الجزء والصفحة إذا كان الكتاب أكثر من جزء . - إذا تكلم المؤلف على مسألة في الاعتقاد أو في الفقه أو التفسير أو غيرها من العلوم فلا بد من وضع كلامه بالفهرس على النحو التالي : إما أن تذكر عنوان المسألة . مثاله من كتاب درء تعارض العقل والنقل : حقيقة قول أهل التضليل والتجهيل في الأنبياء 1 / 15 . وإما أن تذكر المسألة على شكل سؤال . مثاله من منهاج السنة النبوية : دليل المعتزلة على حدوث العالم ؟ 3 / 343 . - إذا تكلم المؤلف - وهذا الجانب مهم جداً لطالب العلم - على الفروق بين المسائل أو التعليلات للأحكام التي يوردها أو القواعد العلمية أو الضوابط الشرعية في أي مسألة فلا بد من الانتباه لها وتقييدها . مثاله من كتاب جواب أهل العلم والإيمان : الفرق بين : ( القِصص ) و ( القَصص ) ص 36 وما بعدها . - إذا تكلم المؤلف على تفسير كلمة أو ذكر معناها فلا بد من تقييد ذلك . مثاله من اقتضاء الصراط المستقيم : معنى البدعة في اللغة ومعنى البدعة الشرعية 2 / 593 . أو : الأصل كذا وكذا ثم تذكر الجزء والصفحة . - إذا ذكر التقاسيم والأنواع في المسائل العلمية المتنوعة فلا بد من تقييدها . مثاله من الاقتضاء : أقسام النفل المقيد أربعة 2 / 640 . - ولا بد للمؤلف أن يذكر ما وصل إليه تحقيقه أو ترجيحه للمسائل العلمية بختلاف فنونها ، وهذه مهمة جداً لا بد من تقييدها . مثال على ذلك من الاقتضاء أيضاً : التحقيق : أن سكان البوادي لهم حكم الأعراب ، سواء دخلوا في لفظ الأعراب أم لم يدخلوا 1 / 374 . لا بد من ذكر ترجيحه أو تحقيقه كاملاً . - وقد يذكر المؤلف قصة مفيدة نافعة لطالب العلم في مجال الاعتقاد أو الوعظ أو الدعوة أو الترغيب والترهيب . فهذه يكتفى بذكر عنوانها مع ذكر الإحالة عليها بالجزء والصفحة . هذا ما يحضرني من كيفية الفهرسة . ولكن لا بد أن تنتبه أخي الكريم إلى هذه الفهرسة هي المرحلة الأولى من الفهرسة وبعد ذلك يكون الترتيب . فبعد أن تنتهي من فهرسة الكتاب كاملاً ستجد أن أمامك ثمرة جهدك وتعبك موجودة في ملف أو مجموعة أوراق ولكنها متنوعة الفوائد والدرر . فلا بد من ترتيبها . وأهل العلم يقومون بالجزء الثاني من الترتيب أو المرحلة الثانية من الفهرسة على النحو التالي : - إما أن يقوموا بالترتيب على الحروف الهجائية لكل ما ورد في الفهرس من فوائد وآيات وأحاديث وتقاسيم وفروق وغيرها . وهذه النوع من الفهرسة سهل جداً عن طريق الكمبيوتر . ففي برنامج الوورد تقوم بتظليل الفهرس كاملاً ثم تضغط على الأيقونات التالية ( أدوات / فرز / تصاعدي ) فتجد الفهرس مرتباً على الحروف الهجائية في أقل من ثانية . بل وتجد الأحاديث مع بعضها البعض والآيات والتقاسيم والفروق وغيرها كذلك . - والنوع الثاني : الترتيب الموضوعي على الفنون . كالعقيدة والفقه والحديث والتفسير واللغة وأصول الفقه والتاريخ ........ الخ . وحتى مجال العقيدة لا بد من فهرسته وترتيبه موضوعياً إلى : توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات والقدر والإيمان والصحابة واليوم الآخر . وكذا في بقية الفنون . وكلما كان الفهرس أدق كلما كانت الثمرة والفائدة أكثر . وهذا يحتاج إلى الوقت والدقة ويساعد عليه القيام بترتيب الفهرس هجائياً . قد تقول إن القراءة طويلة وتأخذ الوقت وفيها مراحل كثيرة . أقول : من كانت بداياته محرقة كانت نهاياته مشرقة . وستلاحظ الفائدة من البداية . وأنت في خير ما دمت بين كتب أهل العلم . ولا يخفاك كيفية استغلال الوقت . ولكن لا بد من التنبيه قبل الختام : وهو أنه لا بد من الفهرسة أن تكون لمجموعة من الكتب . ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية أو كتب ابن القيم أو كتب علماء نجد أو غيرها من كتب التفسير أو الحديث أو غيرها . فعندما تنتهي من قراءة كتب شيخ الإسلام مثلاً وفهرستها بالطريقة التي ذكرت لك تقوم بالمرحلة الثانية من الفهرسة إما هجائياً أو موضوعياً . وستلاحظ أنك قد انتهيت من الحصول كم هائل من العلم مرتباً . ولا بد أن يعلق في ذهنك شيء منه لكثرة القراءة والفهرسة والترتيب . ولا يمنع خلال فهرستك أن تراجع ما أنشأته من فهارس للاستفادة ومعرفة كلام أهل العلم في المسائل . وأنصحك كل من قرأ هذا الموضوع أن يفهرس عن طريق الكمبيوتر فهي أفضل طريقة وأسهل طريقة وأيسر طريقة للمراجعة فهي مطبوعة بالكمبيوتر وليست بخط اليد الذي قد يكون رديئاً . بل ربما تفكر أن تنشر فهرسك في الإنترنت فيستفيد منه طلبة العلم في كل مكان . وختاماً : أقول : هذا الموضوع ليتدبره جيداً طلبة العلم فهو نافع في بابه . ودمتم خيراًتحياتي للجميع
الردود الموصى بها
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.