اذهب الي المحتوي
أوفيسنا

الردود الموصى بها

قام بنشر
كيف تفهرس كتاباً ؟
هذا الموضوع في الحقيقة مهم جداً لطالب العلم .

فطالب العلم ينهل العلم ويستخرج من ثلاث موارد :

1 - القراءة على أهل العلم .

2 - البحوث العلمية .

3 - قراءة الكتب .

وهذه الثالثة مهمة لطالب العلم حيث تجعل عنده الملكة العلمية قوية .

وقد اهتم أهل العلم بقراءة الكتب اهتماماً كبيراً حيث أنها هي أهم المصادر التي التي ينتفع بها طالب العلم .

ومن كلمات أهل العلم التي تدل على أهمية القراءة :

قال ابن جماعة –رحمه الله – فيما ينبغي لطالب العلم : " إذا شرح محفوظات ، وضبط ما فيها من الإشكالات والفوائد المهمات ، انتقل إلى بحث المبسوطات ، مع المطالعة الدائمة ، وتعليق ما يمر به أو يسمعه من الفوائد النفيسة والمسائل الدقيقة والفروع الغريبة ، وحل المشكلات والفروق بين أحكام المتشابهات من جميع أنواع العلوم ، ولا يستقل بفائدة يسمعها ، أو يتهاون بقاعدة يضبطها ، بل يبادر إلى تعليقها وحفظها " .

وقال الشيخ محمد بن عثيمين –رحمه الله – في الفوائد التي ينبغي تقييدها : " الفوائد التي لا تكاد تطرأ على الذهن ، أو التي يندر ذكرها والتعرض لها ، أو التي تكون مستجدة تحتاج إلى بيان الحكم فيها ، هذه اقتنصها ، قيدها بالكتابة لا تقول هذا أمر معلوم عندي ، ولا حاجة أن أقيدها ، فإنك سرعان ما تنسى ، وكم من فائدة تمر بالإنسان فيقول هذه سهلة ما تحتاج إلى قيد ، ثم بعد فترة وجيزة يتذكرها ولا يجدها ، لذلك احرص على اقتناص الفوائد التي يندر وقوعها أو يتجدد وقوعها وأحسن ما رأيت في مثل هذا كتاب " بدائع الفوائد " للعلامة ابن القيم ، فيه بدائع العلوم ، ما لا تكاد تجده في كتاب آخر ، فهو جامع في كل فن ، كلما طرأ على باله مسألة أو سمع فائدة قيد ذلك ، ولهذا تجد فيه من علم العقائد ، والفقه ، والحديث ، والتفسير ، والنحو ، والبلاغة " .

ولكن بعض طلاب العلم يقرأ الكثير من الكتب ويكون عنده الخلل الواضح في طرح المسائل أو استيعاب كلام الذي قرأ له أو نقل عنه .

وهذا الخلل يعود إلى الخلل في القراءة للكتب .

وهذا الموضوع يركز على كيفية قراءة الكتاب للاستفادة من فيما بعد أو لتيسير الحصول على الفوائد العلمية الموجودة فيه .

وهو يبين كيف تقرأ الكتاب وكيف تفهرس الكتاب الذي سيكون ملخصاً لك فيما بعد يسهل عليك الوصول إلى الفوائد الواردة في الكتاب .

ولكن قبل بيان الطريقة التي أرجح أنها أفضل الطرق للقراءة وأنفعها لطالب العلم وأيسرها عليه .

أود أن أبين الطرق والأساليب التي يستخدمها أهل العلم وطلابه لقراءة الكتب .

وهذه الطرق والأساليب هي : 1- تسجيل الفوائد على الغلاف الداخلي للكتاب . 2- تقييد الفوائد على بطاقات ومن ثم يتم تصنيفها ، وهذه الطريقه أفضل ما تكون عندما يكون الهدف كتابة بحث أو رسالة علمية . 3- تخصيص كراساً أو كناشة لتقييد هذه الفوائد ومن ثم ترتيبها على الموضوعات . 4- تسجيل الفوائد على غلاف الكتاب ثم نقلها إلى كراسٍ مخصص لهذا الأمر ، وهذه طريقة جربتها ووجدت نفعها ولله الحمد . 5- تقييد الفوائد وحفظها في الحاسوب الذي يتولى فهرستها وترتيبها آلياً ، فتعم فائدتها ويسهل الرجوع لها .

وأفضل طريقة في نظري هي الطريقة الخامسة وهي :

تقييد الفوائد وحفظها في الحاسوب الذي يتولى فهرستها وترتيبها آلياً ، فتعم فائدتها ويسهل الرجوع لها .

وهذه الطريقة سأتكلم عليها بمزيد تفصيل بعد قليل إن شاء الله تعالى .

ولكن يجب أن تنتبه أخي الكريم إلى نوعية الفوائد العلمية التي يتم اقتناصها وتقييدها عند قراءة أي كتاب .

فبعض الكتب تحمل من الفوائد والدرر المتنوعة ما لا تكاد تجده في كتاب آخر .

لذا أرى لزاماً علي أن أذكر نوعية الفوائد العلمية الواردة في الكتب التي لا بد من فهرستها .

وهذه الفوائد هي : 1- المسائل التي تكون في غير مظانها . 2- الفوائد التي يندر وقوعها ، أو يتجدد . 3- الضوابط العلمية والقواعد التي يبنى عليها العديد من المسائل الجزئية . 4- الطرائف والنوادر والقصص المعبرة . 5- المسائل المشكلة . 6- دقائق الاستنباطات . 7- الفروق الدقيقة والنظائر والأشباه . 8- الفائدة التي يتفرد بها عالم عن غيره ، ولم يسبق إليها ، ومثال ذلك : عند قراءة كتب التفسير ، أن يذكر ابن كثير تفسير لآية ، لا توجد عند غيره من المفسرين .

9 - شرح حديث .

10 - الكلام على الرجال .

11 - ترجيحات المؤلف في المسائل .

12 - تفسير آية .

ولكن المشكلة لا تكمن في مكان الفهرسة أو نوعية الفوائد التي تفهرسها .

فهذه الأمور تم بيانها قبل قليل .

المشكلة تكمن في كيفية القراءة والفهرسة ، كيفية كتابة الفائدة في الفهرس أو الملف الذي تريد فهرسة الكتاب فيه .

وهذه المشكلة يمكن حلها باختصار وعلى نقاط .

كيف تكتب الفائدة التي تريد وضعها في الفهرس ؟

هل تكتب الفائدة كاملة بالنص ؟

هل تكتب رأس المسألة أو عنوان يدل على المسألة ؟

هل تكتب الآية أو الحديث الذي تكلم المؤلف على شرحه كاملاً ؟

الجواب باختصار وفي نقاط مرتبة :

- إذا تكلم المؤلف على تفسير آية أو سبب نزولها ، فإن تفسيره لهذه الآية مهم لطالب العلم سيما إذا كان هذا المؤلف من أهل الاختصاص أو من العلماء المحققين .

وكتابة الآية تكون كالتالي :

كلام ( المؤلف ) على قوله تعالى : { ........ } سورة ( ...... ) آية ( ...... ) . ( الجزء / الصفحة ) .

تطبيق عملي :

من اقتضاء الصراط المستقيم .

كلام شيخ الإسلام على قوله تعالى : { أفرأيتم اللات والعزى ......... } النجم 19 – 23 ( 2 / 648 ) .

- - إذا شرح المؤلف على حديثاً أو تكلم عليه من حيث الصحة والضعف فلا بد من تقييده .

وكتابة الحديث تكون كالتالي :

حديث : ( أول الحديث ................... ) الجزء / الصفحة .

تطبيق عملي :

من اقتضاء الصراط المستقيم .

حديث : ( الله أكبر ، قلتم كما قال قوم موسى : .......... ) 2 / 649 .

ملاحظة مهمة : لا تكتب الآية أو الحديث كاملين .

ملاحظة أخرى : لا تقيد إلا الآيات والأحاديث التي تكلم عليها المؤلف فقط .

- الكلام على الرجال من حيث الجرح والتعديل .

فلا تترك كلام المؤلف على الرجال والرواة ولا تكتب كلما ذكره المؤلف في سند حديث أو أثر أو غيره .

بل تقيد فقط من تكلم عليه المؤلف .

وهذا يشمل الكلام عليهم في باب الرواية أو في باب الاعتقاد أو في بيان منهج ذلك الرجل في علمه أو تأليفه .

مثال تطبيقي من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم :

عبد الله بن نافع الصائغ الفقيه المدني 2 / 659 وما بعدها .

أو تذكر ما سبق وتذكر حكم المؤلف عليه .

أو مثلاً :

عقيدة ابن رشد في النبوات ( عنوان فقط لا التفصيل ) ثم تذكر الجزء والصفحة إذا كان الكتاب أكثر من جزء .

- إذا تكلم المؤلف على مسألة في الاعتقاد أو في الفقه أو التفسير أو غيرها من العلوم فلا بد من وضع كلامه بالفهرس على النحو التالي :

إما أن تذكر عنوان المسألة .

مثاله من كتاب درء تعارض العقل والنقل :

حقيقة قول أهل التضليل والتجهيل في الأنبياء 1 / 15 .

وإما أن تذكر المسألة على شكل سؤال .

مثاله من منهاج السنة النبوية :

دليل المعتزلة على حدوث العالم ؟ 3 / 343 .

- إذا تكلم المؤلف - وهذا الجانب مهم جداً لطالب العلم - على الفروق بين المسائل أو التعليلات للأحكام التي يوردها أو القواعد العلمية أو الضوابط الشرعية في أي مسألة فلا بد من الانتباه لها وتقييدها .

مثاله من كتاب جواب أهل العلم والإيمان :

الفرق بين : ( القِصص ) و ( القَصص ) ص 36 وما بعدها .

- إذا تكلم المؤلف على تفسير كلمة أو ذكر معناها فلا بد من تقييد ذلك .

مثاله من اقتضاء الصراط المستقيم :

معنى البدعة في اللغة ومعنى البدعة الشرعية 2 / 593 .

أو :

الأصل كذا وكذا ثم تذكر الجزء والصفحة .

- إذا ذكر التقاسيم والأنواع في المسائل العلمية المتنوعة فلا بد من تقييدها .

مثاله من الاقتضاء :

أقسام النفل المقيد أربعة 2 / 640 .

- ولا بد للمؤلف أن يذكر ما وصل إليه تحقيقه أو ترجيحه للمسائل العلمية بختلاف فنونها ، وهذه مهمة جداً لا بد من تقييدها .

مثال على ذلك من الاقتضاء أيضاً :

التحقيق : أن سكان البوادي لهم حكم الأعراب ، سواء دخلوا في لفظ الأعراب أم لم يدخلوا 1 / 374 .

لا بد من ذكر ترجيحه أو تحقيقه كاملاً .

- وقد يذكر المؤلف قصة مفيدة نافعة لطالب العلم في مجال الاعتقاد أو الوعظ أو الدعوة أو الترغيب والترهيب .

فهذه يكتفى بذكر عنوانها مع ذكر الإحالة عليها بالجزء والصفحة .

هذا ما يحضرني من كيفية الفهرسة .

ولكن لا بد أن تنتبه أخي الكريم إلى هذه الفهرسة هي المرحلة الأولى من الفهرسة وبعد ذلك يكون الترتيب .

فبعد أن تنتهي من فهرسة الكتاب كاملاً ستجد أن أمامك ثمرة جهدك وتعبك موجودة في ملف أو مجموعة أوراق ولكنها متنوعة الفوائد والدرر .

فلا بد من ترتيبها .

وأهل العلم يقومون بالجزء الثاني من الترتيب أو المرحلة الثانية من الفهرسة على النحو التالي :

- إما أن يقوموا بالترتيب على الحروف الهجائية لكل ما ورد في الفهرس من فوائد وآيات وأحاديث وتقاسيم وفروق وغيرها .

وهذه النوع من الفهرسة سهل جداً عن طريق الكمبيوتر .

ففي برنامج الوورد تقوم بتظليل الفهرس كاملاً ثم تضغط على الأيقونات التالية ( أدوات / فرز / تصاعدي ) فتجد الفهرس مرتباً على الحروف الهجائية في أقل من ثانية .

بل وتجد الأحاديث مع بعضها البعض والآيات والتقاسيم والفروق وغيرها كذلك .

- والنوع الثاني : الترتيب الموضوعي على الفنون .

كالعقيدة والفقه والحديث والتفسير واللغة وأصول الفقه والتاريخ ........ الخ .

وحتى مجال العقيدة لا بد من فهرسته وترتيبه موضوعياً إلى :

توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات والقدر والإيمان والصحابة واليوم الآخر .

وكذا في بقية الفنون .

وكلما كان الفهرس أدق كلما كانت الثمرة والفائدة أكثر .

وهذا يحتاج إلى الوقت والدقة ويساعد عليه القيام بترتيب الفهرس هجائياً .

قد تقول إن القراءة طويلة وتأخذ الوقت وفيها مراحل كثيرة .

أقول : من كانت بداياته محرقة كانت نهاياته مشرقة .

وستلاحظ الفائدة من البداية .

وأنت في خير ما دمت بين كتب أهل العلم .

ولا يخفاك كيفية استغلال الوقت .

ولكن لا بد من التنبيه قبل الختام :

وهو أنه لا بد من الفهرسة أن تكون لمجموعة من الكتب .

ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية أو كتب ابن القيم أو كتب علماء نجد أو غيرها من كتب التفسير أو الحديث أو غيرها .

فعندما تنتهي من قراءة كتب شيخ الإسلام مثلاً وفهرستها بالطريقة التي ذكرت لك تقوم بالمرحلة الثانية من الفهرسة إما هجائياً أو موضوعياً .

وستلاحظ أنك قد انتهيت من الحصول كم هائل من العلم مرتباً .

ولا بد أن يعلق في ذهنك شيء منه لكثرة القراءة والفهرسة والترتيب .

ولا يمنع خلال فهرستك أن تراجع ما أنشأته من فهارس للاستفادة ومعرفة كلام أهل العلم في المسائل .

وأنصحك كل من قرأ هذا الموضوع أن يفهرس عن طريق الكمبيوتر فهي أفضل طريقة وأسهل طريقة وأيسر طريقة للمراجعة فهي مطبوعة بالكمبيوتر وليست بخط اليد الذي قد يكون رديئاً .

بل ربما تفكر أن تنشر فهرسك في الإنترنت فيستفيد منه طلبة العلم في كل مكان .

وختاماً :

أقول : هذا الموضوع ليتدبره جيداً طلبة العلم فهو نافع في بابه .

ودمتم خيراً

تحياتي للجميع

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زائر
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

  • تصفح هذا الموضوع مؤخراً   0 اعضاء متواجدين الان

    • لايوجد اعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحه
×
×
  • اضف...

Important Information