اذهب الي المحتوي
أوفيسنا
بحث مخصص من جوجل فى أوفيسنا
Custom Search

الردود الموصى بها

قام بنشر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد

إن النفس إذا ما تُركت لهواها سوف تتيه في مفاهيم وتفسيرات وحجج واهية ، تجدها هي الأصوب والأمثل ، فقد قال تعالى (( إن النفس لأمارة بالسوء )) فكيف يمكن ترويضها على تحمّل التكاليف والأعمال والأعباء .

كيف نفسّر إذا قوله تعالى (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) البقرة : 286 ، (( لا نكلف نفسا إلا وسعها )) المؤمنون : 62 ، فالتكليف هنا لأيّ نفس بلا تخصيص ، ولكن نأتي إلى أن الله لا يكلفها إلا (( وسعها )) ونقف قليلا نتأمل هذه الكلمة ، فالنفس أمارة بالسوء ، ولها طاقة التحمل عبّر عنها سبحانه ب (( وسعها )) فإذن لا بد أن توحي للإنسان عند أي تكليف بأنه فوق وسعها وليس بمقدورها أن تؤديه لأنه يكلفها وقتا وجهدا إضافة إلى أعمال وواجبات والتزامات كثيرة أخرى فلا بد من إلقاء التكاليف عنها وعدم تحميلها فوق طاقتها فالله يقول (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) .

ولكن أخي المسلم أنسيت أن الله تعالى يقول (( انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله )) التوبة : 41 .

انظر وتأمل قوله تعالى (( ثقالا )) أي : فيه من المشقة ، لأنه هنالك ( ثقلٌ ) ولكن يفترض الله عليه النفرة في سبيله . فكيف نوفق إذن بين كلمتي (( ثقالا )) و (( وسعها )) ، التوفيق أخي المسلم أن تأخذ الأمر بعزيمة قوية لا تلين (( يا يحي خذ الكتاب بقوة )) عزيمة تخضع لها رؤوس الطغاة وتهاب منها فلول العداة .

عزيمة ترى أن كل ما يملكه الإنسان من قوة وحواس وطاقة ونعمة هي ملك لله ، فلا بد أن تُستغل في طاعته ورضائه وحمل وتبليغ دعوته ، وربما يسأل سائل هل لديك فيما ذكرته أدلة تؤيد هذا ؟

نعم ، ما كان ذلك اجتهادا ولكن من الخط المستقيم الذي رسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته الكرام ، ألا تذكر قصة أبي أيوب الأنصاري عندما سمع قوله تعالى (( انفروا خفافا وثقالا )) كيف فسّرها شبابا وكهولا ؟ ثم ماذا عمل عند ذلك ؟ وكيف أدّى واجبه ؟

تذكّر قصة عمرو بن الجموح الأعرج الذي سعى للجهاد في سبيل الله فوقف له أبناؤه يردّونه لأنه أعرج ليس عليه حرج ولكنه يأبى ويطمع أن يطأ بعرجته الجنة ثم يأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يغزو ويستشهد .

تذكّر قصة عبد الله بن أم مكتوم الأعمى الذي استأذن الرسول صلى الله عليه وسلم في أداء الصلاة في بيته لأنه أعمى فأذن له ولكن نزل عليه جبريل فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم وسأله إن كان يسمع النداء فقال نعم فقال له خيرُ خلْق الله (( أجبْ )) رواه مسلم .

تذكّر قيادة سعد بن أبي وقاص لمعركة القادسية وهو يشكو من دمامل لا تعينه على القتال ولا الجلوس ولكنه يأبى إلا أن يقود جيشه وهو نائم على بطنه ويوجههم ويرسم الخطط لهم .

تذكّر علباء بن جحش العجلي وقد شُق بطنه في القادسية وخرجت أمعائه إلى خارج بطنه فنادى أخا له في الله وأعانه على إرجاع أمعائه إلى بطنه ثم أمسكها وهبّ واقفا مندفعا في صف العدو فسقط دونهم شهيدا .

هذه أمثلة بسيطة وهنالك الكثير منها ، هاك هذا الإسم وارجع إلى كتب السيرة واقرأ عن ( حمراء الأسد ) .

قائل يقول : إنهم صحابة ونحن أناس عاديون !

فنقول : وهذا هو المطلوب إن لم نكن مثلهم وإلا فلن نصل ، هم صحابة قدوة هم مثلٌ ، هم فسروا (( ثقالا )) و (( وسعها )) فإن لم نفسرها مثلهم لن نكون دعاة خير وبركة للإسلام :

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرام فلاح

هذه هي النفس وهذا كسلها وعجزها يساعدها شيطان قد لعنه الله تعالى فأقسم أنه لن يترك الناس وسوف يأتيهم من كل جانب وصوب ثم يغويهم ، فلهذا لن تقدر عليهما إلا إذا خالفتها وعصيتهما وجعلت مبتغاك جنة عرضها السماوات والأرض وصرفت طاقتك لأجل رؤيته جل وعلا .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زائر
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

  • تصفح هذا الموضوع مؤخراً   0 اعضاء متواجدين الان

    • لايوجد اعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحه
×
×
  • اضف...

Important Information