بحث مخصص من جوجل فى أوفيسنا
Custom Search
|
البحث في الموقع
Showing results for tags 'الوقت عند العقلاء'.
تم العثور علي 1 نتيجه
-
هذا المقال (( منقول )) إنَّ الوقتَ يُعتبر مِن أندرِ الموارد وأغلاها، ولئن قال قائل: "الوقت مِن ذهب" فإنَّ هذا في الحقيقة بخسٌ لقيمة الوقت، فهو أغْلى كثيرًا مِن الذهب، الذي إذا فُقد فإنه يُمكن تعويضه، أمَّا الوقت فلا يُمكن تعويض لحظة منه بكلِّ ذهَب الدنيا. وللوقت أهمية كبرى، ومزيَّة عُظمى، فهو غنيمة لمن أحسن استغلالَه، ومَرْبَح لمَن أجاد اغتنامَه، بل الوقت هو الحياة. وقال ابنُ عقيل - يرحمه الله -: "إنَّ أجلَّ تحصيل عندَ العقلاء بإجماع العلماء هو الوقت، فهو غَنِيْمَةٌ تُنْتَهَز فيها الفُرَص، فالتكاليف كثيرةٌ، والأوقات خَاطِفة". مِن صور الحرص على الاستفادة من الوقت: نقَل الذهبي عن أحمد بن علي الرَّقَّام: قال سألتُ عبدالرحمن بن أبي حاتم عن اتِّفاق كَثْرَة السَّماع له، وسُؤالاته لأبيه، فقال: رُبَّما كان يأكُل وأَقْرأ عليه، ويَمْشي وأقرأُ عليه، ويدْخُل الخَلاءَ وأقرأ عليه، ويَدخُل البيتَ في طلب شيءٍ وأقرأ عليه. اهـ. وهذا محمَّد بن سلام البِيكندي - رحمه الله -كان في حال الطلبِ جالسًا في مجلس الإملاء والشيخ يحدِّث ويُملي، فانكسر قلمُ محمد بن سلام فأمَر أن يُنادَى: قلم بدِينار فتطايرتْ إليه الأقلام. وهذا حماد بن سَلَمه - رحمه الله - قال عنه عبدالرحمن بن مَهْدي: لو قيل لحمادِ بن سلمة: إنَّك تموت غدًا ما قدَر أن يَزيد في العمل شيئًا. قال الذهبي: كانت أوقاتُه معمورةً بالتعبُّد والأوراد. اهـ. وهذا ابنُ أبي ذئب الإمام شيْخ الإسلام أبو الحارِث القُرَشي العامِري المدني الفقيه قال عنه الواقديُّ تلميذه: وكان يصلِّي الليلَ أجمع، ويجتهد في العبادة، ولو قيل له: إنَّ القيامة تقوم غدًا ما كان فيه مزيدٌ مِن الاجتهاد. اهـ. وهذا الإمامُ البخاري - رحمه الله - كما نقَل عنه الذهبيُّ في "السير" قال: حدَّثَنا محمد بن يوسف البخاريُّ قال: كنت مع محمَّد بن إسماعيل بمنزلِه ذات ليلةٍ، فأحصيت عليه أنه قام وأسْرَج يستذكر أشياءَ يُعلِّقها في ليلة ثمان عشرة مرَّة، وقال محمَّد بن أبي حاتم الوراق: كان أبو عبدالله إذا كنتُ معه في سفَر يجمعنا بيتٌ واحد إلا في القيظ أحيانًا، فكنت أراه يقوم في ليلة واحِدة خمسَ عشرة مرَّة إلى عشرين مرَّة في كلِّ ذلك يأخُذ القداحة فيوري نارًا ويُسرِج، ثم يخرج أحاديث فيُعلِّم عليها، وقال ابنُ عدي: سمعت عبدَالقدوس بن همَّام يقول: سمعتُ عدَّةً من المشايخ يقولون: حوَّل محمَّد بن إسماعيل تراجمَ جامعه بيْن قبر رسول الله ومنبره، وكان يُصلِّي لكلِّ ترجمة. وهذا ابنُ عقيل - رحمه الله - يقول: إني لا يحلُّ لي أن أُضيع ساعةً مِن عمري، حتى إذا تعطَّل لساني عن مُذاكرة ومناظَرة، وبصري عن مطالعةٍ أعملتُ فِكري في حال راحتي وأنا مستطرِح، فلا أنهض إلاَّ وقدْ خطَر لي ما أسطِّره. اهـ. وقال الإمامُ بن جماعة - رحمة الله - : ولا يغترّ بخدع التسويف، فإنَّ كلَّ ساعة تَمضي من عُمره لا بَدَلَ لها، ولا عِوض عنها. اهـ. وقال ابنُ القيِّم - رحمه الله - : وإذا أراد الله بالعبد خيرًا أعانَه بالوقتِ، وجعَل وقتَه مساعدًا له، وإذا أراد به شرًّا جعَل وقته عليه، وناكَدَه وقتَه، فكلَّما أراد التأهُّبَ للمسير لم يساعدْه الوقت، والأوَّل كلما همَّتْ نفسه بالقعود أقامَه الوقت وساعَده. اهـ. وَلاَ تُرْجِ فِعْلَ الصَّالِحَاتِ إِلَى غَدٍ لَعَلَّ غَدًا يَأْتِي وَأَنْتَ فَقِيدُ